Saturday, May 14, 2011

فلنحترم مرضى الإيدز

 هل أصبت يوما بأنفلونزا؟ أو الرشح أو بالزكام؟ سؤال مطروح ربما يبدو سخيفا لأننا جميعا أصبنا بهذه الأمراض وشفينا منها بقدرة الواحد الأحد والدواء ورعاية الأسرة لنا  .

حقا صدق سيد الكلام وصاحب نهج البلاغة  الأمام علي عليه حينما قال الناس أعداء ما جهلوا به وأعترف وأقر بأنني منت جاهل أعاني من جهل مركب وذلك للغباء الإجتماعي الذي أصابني كما أصاب الكثيرين في مجتمعي ومدرستي التي  عجت منهاجها بمعلومخات دقيقة مغلوطة لا بل قديم تعود إلى 70 الف سنة ما قبل الميلاد عن مرض الإيدز مع العلم أن أكتشف في الثمانينيات .


ولأنني إنسان لا أؤمن إلا بالحقائق والمتغيرات والشواهد العلمية قررت الإنضمام إلى ورشة عمل توعوية حول مرض الإيدز والتي غسلت دماغي وأفكاري وقلبي وعقلي من غبائي المركب الذي أصابني حول هذا المرض وعن المصابيين به.


ولأنني لا أريد أن أكون كمثل الحمار يحمل أسفارا قررت الإستماع بدقة شديدة وتركيز حذر إلى القائميين على هذه الدورة  وتوصلت إلى الأتي:

إن الإيدز مرض يمكن أي يصيب أي شخص منا وعلينا أن نحترم حامليين هذا المرض خيث أنهم مثلنا ولكن مصيبتهم أنهم يعيشون في مجتمعات عربية تنظر إلى حامل هذا الفيروس وكأنه زاني فاسق وزنديق وكافر ولكنه ليس كذلك.

فعذرا منكم حاملي هذا المرض, سامحوني على غبائي في السابق وأتعهد أمام الله وأمامكم بأن أسعى بكل جهد إلى تنوير الناس حول حقكم في العمل والعيش الكريم فحامل الفيروس يمكنه أن يعمل ويعيش عشرات السنين ويمكنه أن يتحول إلى طاقة فاعلة منتجة تساهم لما فيه من خير لبلدها وبيئتها التي تعيش بها..

إننا في مجتمعاتنا العربية الغبية المتخلفة والتي تعيش على أمجاد الماضي نحاسب حامل  المرض على مرض إبتلاه الله به وكأن المجتمع يعارض قدر ربه فالمريض  بالإيدز ليس حامل المرض بل هو كل شخص لا يعامل حامل الفيروس بإحترام وإقتدار  ولكنهم معذرون حيث أنه لا يخفى علينا جهل بعض الإطباء بطبيعة المرض .
ومن جهة أخرة يأتي رجال الدين الذين يدمرون الحالة النفسية لحامل المرض وكأن الله نصبهم قتلة أنفس على الأرض لا رسل محبة وسلام.


وإلى البعض أقول:
:

عزيزي رجل الدين ماذا لو جرحت بموس حلاقة ملوس بالفيروس أثناء إدائك للمناسك وأصبحت حاملا للمرض؟ هل تكون زانيا داعرا فاجرا؟

وأنتي عزيزتي ماذا لو جرحت بإحد أدوات الصالون الذي تهتمين فيه بجمالك؟ وحملتي الفيروس هل أصبحتي عاهرة؟ أو مدمنة مخدرات

وأنت أيها الطبيب؟ ماذا لو كنت تقوم بعملية جراحية لمريض مصاب  وجرحت يدك بمشرط؟ هل سوف تنقل الفيروس عبر التنفس إلى بقية زملائك في غرفة العمليات؟ طبعا لا يا أحمق؟

ماذا لو أصيب أي شخص في حادث سيارة وتبرع إحد الحامللين للفيروس بدمه؟ مع العلم أنه لايعلم أنه مصاب؟ هل تستحق الموت؟


وإذا كان الله غفورا رحيما فلماذا نحن أشداء معهم؟.

إن الحل هو إحترام حاملي المرض وتوعية الناس بأساليب الوقاية والعلاج وتشجيع حاملي هذا المرض إلى الظهور العلني لإنهم يجب أن يفخروا بأنفسهم لإن الله يبتلي من يحب.


جميل كركي





No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.